05‏/06‏/2014

الجينز يعتلي عرش الأناقة


يعود أصل الجينز إلى ما قبل 150 عاماً حيث أنه كانت تصنع أقمشته للخيام، ومن هنا بدأت رحلة صناعة الجينز، وأول هذه الرحلة بدأت عندما احتاج عمال المنجم بنطلونات متينة فقصوا قماش الخيام، وصنعوا منها هذه البنطلونات، وبعدها ارتداه رعاة البقر، ثم نقله الجنود الأمريكيون إلى أوروبا، ثم تابع انتشاره في العالم، وصولاً إلى كبار نجوم السينما فانتشر ارتدائه بينهم، حتى أصبح يتربع على قائمة الثياب الأكثر انتشاراً، فهو موجود في كل مكان وبمختلف الأشكال والألوان، واليوم أصبح هذا القماش لباس الجميع الأكثر شعبية لأنه يتميز باللمسة العصرية التي تروق للمراهقين والشباب والشابات وصولاً إلى كبار السن لأنه عملي ويمنح سهولة في الحركة.

وأصل القصة أن ليفي كان متخصصاً في بيع الخيام وكان يستعمل لها قماش البلو جينز لصلابته وسهولة نقله من مكان إلى مكان، وفي تلك الفترة المؤكد أنه حدث تغيير، وقد يكون توفر خامة بديلة لخيام الجينز، وهذا بدوره أدى إلى الاستغناء عن الخيام، فواجه ليفي معضلة كبيرة، وهي ماذا سيفعل بمخزونه الكبير من البلو جينز؟ فسوقها كبنطلونات، ونجحت الفكرة لقدرتها على تحمل بيئة البحث عن الذهب القاسية.


وليفي هو  ليفي ستراوس " Levi Strauss" الذي ولد عام 1829 م في ألمانيا في بافاريا لعائلة يهودية، وهاجر في فترة مراهقته مع والدته وشقيقتيه إلى أمريكا عام 1847م، حيث سكنوا نيويورك.
في عام 1853 م حصل ليفي على الجنسية الأمريكية، وسافر إلى سان فرانسيسكو عله يحصل على فرصة تجارية وسط حمى البحث عن الذهب، ومع مرور السنوات، انتعشت تجارته حيث عمل في تصميم بناطيل من الخيش البني القاسي لعمال المناجم والباحثين عن الذهب، ثم انتقل إلى قماش الدنيم المصبوغ باللون الأزرق ليستخدمه في تصميم البنطلونات، بدلاً من الخيش الذي نفدت حصيلته.

ليفي ستراوس
وفي عام 1872 م تلقى ليفي رسالة من جاكوب دافيز، وهو خياط من نيفادا كان يتعامل معه بانتظام، حكى له عن الطريقة الجديدة التي يستخدمها لتصميم البناطيل لزبائنه، حيث يضع مسامير معدنية صغيرة في أماكن محددة من البنطال كزوايا الجيوب، والمشكلة التي كانت تواجه دافيز هي كونه لا يمتلك المال الكافي ليستخرج براءة اختراع، ولهذا اقترح على ليفي أن يقوم بدفع المال اللازم لاستخراجها، مقابل إدراج اسمه أيضاً في هذه الوثيقة، وفي العشرين من مايو لعام 1873 م استخرجت براءة الاختراع، وولد رسمياً قماش الجينز الأزرق، وأصبح يستخدم أزرار نحاسية ليدعم جيوب الجينز وليمنعها من التمزق بسهولة، والتي أصبحت تستخدم حتى اليوم.


ولقي الجينز الأزرق بالشكل الذي اشترك في تصميمه ليفي ستراوس وجاكوب دافيز شعبية كبيرة بين صفوف عمال المناجم وذلك لطبيعته القاسية التي تحتمل الصعوبات العديدة التي يواجهها هؤلاء العمال.


وتأتي كلمة جينز من الكلمة الفرنسية bleu de Gênes والتي تعني لون جنوا الأزرق نسبةً إلى ميناء مدينة جنوا الإيطالية, حيث كان هذا الميناء من أشهر الموانئ الأوربية الحربية، وكان قوة لا يستهان بها، وكانت بناطيل الجينز تباع في هذا الميناء بكثرة نظراً لاحتياج البحارة لها, لأنهم كانوا يبحثون عن ملابس قوية ومتينة وتلبس سواء كانت جافة أو رطبة، ويستطيع البحار أن يشمر عن بنطاله إذا احتاج لغسل السفينة, وكان البحارة يغسلون جينزاتهم عن طريق سحبها على شبكة صيد عدة مرات ثم ربطها بحبل، وتركها في ماء بحر ثم تترك بعدها في الشمس حتى تنشف.


وكانت بناطيل الجينز تباع فقط للرجال، وكان من الصعوبة أن تجد بين مرتديه نساء العائلات المتوسطة أو الغنية. 
لكن المصممين راحوا تباعاً يضعون تصميمات خاصة يستخدم فيها الجينز النساء، وعرض جينز ليفايز Levi's للنساء على صفحات مجلة "فوغ" لأول مرة عام 1935 م، واكتسب شعبية كاسحة، لدرجة أن تصميمات كالفين كلاين للجينز في السبعينيات كانت تدر وحدها أرباحاً بقيمة 12.5 مليون دولار أسبوعياً.


وبعدما ظل قماش الجينز حتى ستينيات القرن الماضي لباس العمال وأبناء الطبقة المتوسطة وما دون ذلك؛ راح يتفشى في معظم الطبقات وصولاً إلى المشاهير وبعض رؤساء الدول، ورغم انتشار صناعته ووجود آلاف الماركات المنتجة له، فلا يزال اسم مبتكره طاغياً على كل الأسماء الأخرى، حتى أصبح مرادفاً للنوع أكثر منه اسم علم.


ومن ذلك الوقت بدأت عدة دول في صناعة بناطيل الجينز مثل فرنسا و الهند وكان يصنع من خامة الدينم "denim" التي يعود اسمها لمدينة Nîmes الفرنسية.


الجينز على مدى السنين
في الثلاثينات اشتهرت بناطيل الجينز في الأفلام الغربية وأفلام الكاوبوي.

وفي الأربعينات لم تكن بناطيل الجينز منتشرة كثيراً في فترة الحرب العالمية الثانية، ولكن بعد الحرب قرر ليفي توسيع تجارته في الجينز إلى جميع أنحاء العالم، وليس فقط الولايات المتحدة الأمريكية, رغم أنه ظهر ماركات أخرى للجينز وهي Wrangler و Lee وبدأت المنافسة مع ليفايز في هذا المجال .

وفي عام 1950 كان لبس الجينز عند المراهقين رمز للمعارضة ضد التفريق حتى أن بعض المدارس منعت الطلاب من ارتداء الجينز للمدرسة، ووصلت لدرجة امتناع بعض المطاعم ودور السينما عن خدمة أي شخص يرتدي الجينز، واستمر هذا الأمر لحوالي 10 سنوات حتى بدأ الشعب بتقبل الجينز واعتبره جزء من اللبس والثقافة الأمريكية.

وفي فترة الستينيات التي ارتبطت في الولايات المتحدة بحركات الهيببي والمعارضة لحرب فيتنام تم تطوير الجينز ليصبح ملائماً لهذه المزاجية حيث بدأ الرسم والتلوين عليه أو الاستمرار في استخدام المهترئ منه الذي فقد لونه أو تمزق كجزء من التمرد الجديد والخروج على الصورة العامة التي بدأ الجينز التقليدي يصبح جزءاً منها. واستفاد الجينز من كل تلك التقلبات الاجتماعية بمرونته وميزته الثابتة وهي القوة والقدرة على التحمل، فلم تتم مقاطعة الجينز من قبل الكبار لأن المراهقين أصبحوا يلبسونه ولا من المتمردين القدامى حين تمرد الجدد، ولكنه استمر في التطور ليناسب كل تلك الأذواق والأعمار والأيديولوجيات، ولكن ارتباطه بالثقافة الأميركية لم يجد له أسواقاً خارج أميركا مثله في ذلك مثل كرة القدم الأميركية أو لعبة البيسبول .

وفي منتصف القرن العشرين كان الجينز هو رمز للعامل البسيط، وفي خلال هذه الحقبة كانت بناطيل الجينز الرجالية يوجد سحابها في الأمام, بينما كانت توجد على اليمين بالنسبة للنساء، وفي فتره الستينات أصبح سحاب الجينز في المقدمة لكلا الجنسين .

وحتى عام 1970 والتي أصبح فيها الجينز من أشكال الموضة واللبس اليومي،  واشتهرت الجينزات في محلات الملابس وكانت تباع بمبالغ زهيدة .

وفي عقد الثمانينات دخل الجينز عالم الموضة والأزياء من باب المصممين وليس من باب السينما، فبدأ كبار المصممين حول العالم يستخدمون الدينيم في أزيائهم المعروضة وبدأ يلبسها المشاهير ومقلدوهم، وفقد لباس الجينز ارتباطه تدريجياً بفئة العمال، والمتمردين، والمتمردين عليهم ودخل عالم الأزياء الذي صنع منه كل شيء من البنطال، مروراً بالجاكيت ووصولاً لقبعات الرأس والقمصان والحقائب اليدوية، ودخل بطبيعة الحال إلى عالم النساء بل أصبح أجمل وأرق وأغنى النساء يلبسونه مقارنة بأكثر الرجال قوة وثراء.


وصار من مصنعيه شركات عالمية بأسماء رنانة، ووجد الجينز له أسواقاً جديدة وموضات متجددة لأنه مريح في الاستعمال مقاوم للعرق، ودافئ في الشتاء وبارد في الصيف، وصار المستهلكون يشترونه باهتاً مهترئا ومقطعاً ليس لأن لهم علاقة بالتقشف أو التمرد، ولكن لأن ذلك الملبوس المهترئ المقطع أصبح من صناعة "فيرساتشي" أو "جورجيو أرماني" وأصبح لبسه جزءاً من لفت النظر واستدعاء الاهتمام، مما أدى بشهرة واسعة للجينز وارتفاع مبيعاته أكثر وأكثر.


وفي التسعينات توقفت مبيعات الجينز في هذا الفترة حيث أن الجيل الشاب لم يكن مهتماً كثيراً في الجينز الأزرق التقليدي وذلك لأن الكبار في السن في هذه الفترة كانوا لا يزالون يلبسون الجينز الذي تعودوا عليه في شبابهم مما أدى لعدم انجذاب الشباب له !لذلك اتجهوا مصممي الأزياء لابتكار وصناعة أنواع وأشكال وألوان أكثر من الجينزات غير الجينز الأزرق التقليدي .


الجينز موضة متجددة
ورغم أن سمة الموضة هي التجدّد، فإن نجم الجينز منذ ظهوره لم يعرف الأفول، بل يُجدد نفسه دوماً من خلال التشكيلات المتنوّعة والألوان الزاهية والعصرية التي تتناسب مع كل زمان ومكان.


وهكذا احتل الجينز مركز الصدارة في عالم الأناقة، وشمل الجينز العادي والسبور والجينز الكحلي أو الأزرق الكاحت، ولقد أضيفت إليه الكثير من الإكسسوارات كالخرز الملون على الجيوب، أو القصات الجانبية، وكذلك أضيفت قطع الجلد بالألوان المختلفة، بالإضافة إلى التطريز برسومات الورد والزهور الملونة المنتشرة هنا وهناك على طول البنطلون، أو برسومات الفراشات المنتشرة على الجيوب، أو برشه بالبريق الفضي أو الملون من جهتيه الأمامية والخلفية، بحيث أصبح قطعة فنية جميلة، كما أنه بات مصنوعاً من خيوط الكتان والقنب، وحتى الحرير والكشمير، وبالتأكيد لن يوفّر سحر "القماش الأزرق" أحداً.


ولم يقتصر الجينز على البنطلونات فقط بل شمل التنانير والجاكيتات والقمصان، حتى أنه انتشرت موضة الجينز أيضاً في الجزادين والحقائب والأحذية التي تتضمن تطريزات معينة جميلة.  كما انتشرت موضة ((covers)) المصممة للموبايلات، وأيضاً المصممة للنظارات، والتي توضع على الخصر وتعلق على الحزام.




أنواعه
اشتهر الجينز بعدة أنواع،فهناك أنواع متعددة من تصميماته وذلك لتناسب كل فترة وفئة، فمنه الخفيف والسميك والواسع " باغي" والضيق "سترتش" ، وتقبل عليه بعض البنات للشعور أنه يخفي عيوب الجسم، ومع تاريخ الجينز وانتشاره الواسع وموديلاته المتعددة، فإن اللون الأزرق منه لا يزال هو الغالب والأكثر استخداماً، ولكن رغم ذلك وجد الجينز مستهلكيه الحقيقيين أيضاً في كل بلد دخله مستهلكين حقيقيين في حاجتهم إلى ملبوس عملي لا يهترئ بسرعة، ولا يتمزق ويتحمل الظروف الصعبة خاصة أن ملبوسهم المفضل هذا بات قادراً على مقاومة التلف.

Straight cut

وهو كما الاسم قصته مستقيمة وكلاسيكية وهو من أكثر أنواع الجينز إقتناءاً. 

Overall

وهو جينز يتصف بتغطية لكامل الجسم تقريباً ويلبس عند المزارعين وعمال المصانع.

Phat pants

وفيه يكون الجينز ضيق عند الخصر ثم يتسع بحجم كبير حتى تغطي القدمين.

Low-rise jeans

أو اللو ويست والتي يتصف بوجوده تحت منطقة الخصر ويلبس من الرجال والنساء وقد وجد لأول مرة في عام 1962 واستعاد رونقه في أواخر التسعينات.

Sagging


أو كما يسمى هنا بسالت والذي يكون في العادة مقاسه أكبر من مقاس الشخص الذي يرتديه فيبدأ بالتدلي تحت منطقة الخصر.

Skinny

أو الجينز الضيق حيث يكون ضيق جداً ليظهر ملامح جسم مرتديها.

Bell-bottoms

اشتهر هذا النوع في الستينات والسبعينات كأحد أشهر رموز الموضة في وقتها وكان يتميز هذا النوع من الجينز باتساع وكبر حجم أسفل البنطال, والذي كان يسمى حينئذ بـ"رجل الفيل"

Carpenter jeans

أو جينز النجار و الذي يتميز بوجود العديد من الجيوب فيه لحمل الأدوات ولقد سمي بجينز النجار لهذا السبب نظراً لأنه في بداياته كان اللباس الرسمي للنجارين.

Capri pants
برمودا رجالي
برمودا نسائي
أو كما يسمى بالبرمودا أو الشورت الطويل والذي يلبس عادة في فصل الصيف والأجواء الحارة وكان أول ظهور لهذا النوع من البنطلونات في أواخر الستينات بسبب مسلسل The Dick Van Dyke Show والذي كان أحد أبطاله يرتديه.

HIGH-WAIST

وهو بخصر مرتفع, مناسب أكثر للجسم الضعيف للتي تريد أن تظهر انحناءات أكثر في جسمها وتعطي مظهر أنثوي.

ACID-WASH
لمن تبحث عن التميز أو استرجاع فترة الثمانينات مع هذا النوع من الجينز.

نعم قرن ونصف القرن مرّ تقريباً ولكنه لا يزال الجينز لباس كل زمان ومكان، للرجال والنساء على حد سواء.


فالجينز من الأقمشة التي تهواه كل الفتيات والسيدات، ولكن لشراء بنطلون مناسب لك، يجب عليكِ أولاً أن تختاري التصميم واللون المناسب لكِ، والخبراء لم يبخلوا عليكِ بخبرتهم فقد قدموا اقتراحات وإرشادات تساعدك على شراء أفضل بنطلون جينز مناسب لقوامك.

• المرأة الطويلة الرشيقة: يناسبها كل موديلات البنطلون الجينز، ولكن عليها أن تتأكد من وصول ذيل البنطلون إلى كعب الحذاء، لأن ذلك يساعدها على إبراز أنوثتها. 

• المرأة الضئيلة الحجم: يناسبها البنطلون ذو الساق المستقيمة، والأفضل لها أن تبتعد تماماً عن الذيل الواسع والثنيات.

• المرأة التي تعاني السمنة في البطن: يناسبها البنطلون ذو قصة البوت، ولكن يجب أن تتجنب تماماً قصات الوسط الساقط لأنها ستبرز كبر حجم البطن.

• المرأة ذات الأرداف العريضة: يناسبها البنطلون ذو الساق المستقيمة الطويلة. 

• المرأة ذات المؤخرة الكبيرة: يجب أن تبتعد تماماً عن البنطلون ذو الجيوب الكبيرة أو المنتفخة أو المطرزة، لأنه يزيد حجم المؤخرة، بل يجب أن تختار البنطلون الضيق حول الأرداف ذو الساق الواسعة أو المستقيمة.

• المرأة ذات المؤخرة النحيفة: يمكنها ارتداء البنطلون ذو الجيوب الكبيرة، والمنفوخة والمطرزة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق