15‏/04‏/2014

الطلاق العاطفي



الطلاق العاطفي هو حالة صمت بين الزوجين؛ بحيث تكون الحياة الخالية من أي تواصل بينهما أي مجرد حياة روتينية مملة والتي تقتصر على أعمال روتينية كتناول الطعام.. نوم.. رعاية الأطفال.....الخ.









قد يستسهل الناس الطلاق العاطفي في حين يستصعبون الطلاق "الانفصال" وهو بوجود مأذون وورقة الطلاق؛ للمجرد أن يظهروا للناس عائلة سعيدة وأنهم يعيشون تحت سقف واحد ويرعون الأبناء وخاصة النساء في المجتمع العربي.. فأكثرهن تخاف من مسمى مطلقة..





الكثير من الناس يظن أن الزواج في الإسلام لا يقوم على العاطفة.. مع أن القرآن الكريم في آيات الزواج كاد ينطق بإقامة الحياة الزوجية على الحب والعاطفة.. وعلى الاحترام ليفضي كل منهما إلى الآخر بمشاعره وأحاسيسه ووجدانه... حيث قال الله تعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا".. 
فليس هناك ألفة بين اثنين.. كألفة الزوجين. 
فالعاطفة لها شأن كبير في الحياة الزوجية في الإسلام.. وإن العيش مع الانفصال العاطفي هو أشبه بالموات أو الفراق.. ولئن كان الإنسان روحاً وجسداً.. فإن انفصال الروح يأذن بانفصال الجسد..
فالحب عهد ورسالة ومبدأ... فالحب من أسمى المطالب في الحياة الزوجية.. فبالحب تُغفر الزلات.. وتقل العثرات.. ويوم ينتهي الحب تُطَلِقْ النحلة الزهرة ويهجر العصفور الروض... فإذا فقدت الحب فقدت الحياة واللذة الزوجية؛ اللذان هما السبب الرئيسي في الفراغ العاطفي الذي يعانيه بعض أفراد المجتمع؛ فحين ينتهي الحب تبدأ المأساة الحقيقية في عش الزوجية مما يجعل الكثير يبحث عن أي وسيلة مهما كانت لإشباع هذا الفراغ. 
ويكاد يكون أهم سبب للطلاق العاطفي هو الجفاف العاطفي بين كثير من الأزواج وعدم التعبير عن مشاعر الحب والمودة تجاه كل منهما، طبعاً هذا إن وجد هذا الحب وهذه المشاعر إلا أنها تبقى مكتومة يثقل على اللسان إخراجها وبثها لطرف الآخر، ويندُر التكلُم بها والتعبير عنها خاصة بالنسبة للرجل الشرقي.
وإن أكبر خطأ يرتكبه بعض الأزواج الرجال اليوم أنهم يعاملون نسائهم كما كان آباؤهم يعاملون نساءهم في الزمن الماضي.

"كنا نسمع أن المرأة إذا نامت وزوجها ﻏﺎﺿﺐ منها باتت ﺗﻠﻌﻨﻬﺎ الملائكة.. وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺮﻑ العكس ففي ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺣﺪﺙ ﺷﻲ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺣﻴﺚ ﺷﻜا ﺭﺟﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ أمام الملأ.. ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺄﻥ المرأة ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻭﺗﺼﺒﺮ أكثر ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻓﺤﺘﻰ ﻭإﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻓﺄﻥ ﺻﺒﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ أعظم ﻭأﻛﺒر .. ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﻧﺒﺮﺓ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ له: ﺗﺤﻤﻠﺘﻚ وأطفالك ﻭﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻬﺎ ﻛﻲ ﺗﺼﻨﻊ ﻟﻚ ﻗﻮﺕ"..
"وﻗﺪ أوصى ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ أو ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ أن ﺗﺤﺘﺮﻣﻬﺎ ؟ ﺗﻘﺪﺭﻫﺎ؟ ﻻ ﺗﻨﻘﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻮﺗﺎً أو ﺣﺎﺟﺔ؟
ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ أﻏﻀﺐ ﺯﻭﺟﺎً زوجته وقف ﻋﻨﻬﺎ ﺭﺍﺣﻼً ﺗﺎﺭﻛﺎً إياها ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻓإﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻟﻌﻨﺔ ﻭﻳﺒﻌﺪ ﻋﻨﻪ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﻓﻴﺘﻪ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ألف ﺟﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ الآﺧﺮ ﻓﻲ الآخرة.. لعائض القرني.
فالرسول الكريم أوصى بالنساء فقال: رفقاًً بالقوارير. استوصوا بالنساء خيراًً... خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي.
إن من أكمل المؤمنين إيماناًً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله".
"ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ أﻏﻀﺐ ﺯﻭﺟﺎً زوجته وقف ﻋﻨﻬﺎ ﺭﺍﺣﻼً ﺗﺎﺭﻛﺎً إياها ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻓإﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻟﻌﻨﺔ ﻭﻳﺒﻌﺪ ﻋﻨﻪ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﻓﻴﺘﻪ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ألف ﺟﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ الآﺧﺮ ﻓﻲ الآخرة.  "عائض القرني" 

فالرسول الكريم أوصى بالنساء فقال: رفقاً بالقوارير...
استوصوا بالنساء خيراً... 
خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي...
إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله...
من منكم يتلمّس حاجة الزوجة ومطالبها ويسعى جاهداً لتحقيقها؟ 
كم هم الرجال الذين يتوهمون أن الزواج هو مقبرة الحب والرومانسية؟ ألم تهزك كلماته الجميلة وهو ينادي الرجال: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".







0 التعليقات:

إرسال تعليق