09‏/04‏/2014

الانترنت مدرسة للمجرمين



هل أصبح الانترنت مدرسة لتعليم المجرمين؛ وتخريجهم ليصبحوا مجرمين حقيقيين؟! 
فبالرغم أنَّ التلميذ في هذه المدرسة ليس مضطراً إلى إبراز علاماته أو شهاداته، وأيضاً ليس محتاجاً إلى تقديم أوراق القبول لديها، ولكنه في النهاية يمكن أن يتخرج منها دون الحاجة البتة إلى شهادة إتمام الدراسة. 

وللمدرسة هذه فروع متعددة منها:


فرع لتعليم غسيل الأموال:

حيث يوضح موقع على الانترنت عدداً من الطرق المتبعة في غسيل الأموال.. ولك حرية اختيار طريقة تناسبك.. كما يمكنك إرسالها لموقع ما إما لتهريبها أو لغسيلها.. ومن الملاحظ تزايد هذه المواقع بسبب التزايد المستمر في كمية الأموال القذرة، التي يجري تهريبها خارج بلدان عديدة، ليجري توظيفها في الهيكل الاقتصادي المالي في بلدان أخرى.


ومصطلح "غسيل الأموال" ليس بجديد فقد نشأ عام 1931، لدى محاكمة ألفونس كابوني، الشهير باسم آل كابوني، بحيث يصف هذا المصطلح واحداً من أهم الأطوار، التي تمر بها الأموال التي تحصِّلها عصابات المافيا، والتي تتأتى أساساً، من أعمال الابتزاز، والسرقة، والدعارة، والقمار، علاوة على تهريب المخدرات، ولحاجة هذه العصابات، لأن تُبين مصدراً قانونياً لهذه الأموال الطائلة، تقوم بدسها في أعمال مشروعة، فتخلط الأموال القذرة مع تلك التي تجنيها الأعمال بشكل قانوني، وهذا واحداً من الطرق التي كانت المافيا قادرة على إتباعها لفترة طويلة.



الطريف في الموضوع: أنَّ محاكمة آل كابوني، كانت قد جرت لتهربه من دفع الضرائب، وليس للأعمال غير المشروعة،التي كانت تدور الشبهات حول إدارته لها.


فرع لتعليم القمار:

في القريب العاجل ستتسلل الكازينوهات إلى بيتك، وإذا كنت تعتقد أن أوكار القمار توقفت عن النمو، فقد جانبت الحقيقة! فإنها تنمو باستمرار، ولكن ليس عبر الكازينوهات الكبرى، بل ستتسلل إلى داخل غرفة معيشتك!


إن هذا ناقوس خطر، جدير أن يدق، لأن آخر صيحة في عالم القمار تتمثل في الكازينوهات الافتراضية، التي ما فتئت تنبثق هنا وهناك، في فضاء الإنترنت!
فهناك نوادي انترنت للقمار منتشرة بكثرة بين أمريكا وأوروبا، والتي اصطلحت تسميتها اليوم بالكازينوهات الافتراضية "virtual casinos" على اعتبار أن معظم هذه النوادي التي تعلن عبر إنترنت، تقول إنها تتواجد فيزيائياً في حوض الكاريبي Caribbean Basin.  واليوم يوجد على الشبكة العالمية أكثر من 1000 موقع للمقامرة، بحيث يتعلم فيها الزائر الكثير من الأمور، كطريقة لعب البوكر، ولا يكلفه ذلك إلاّ بضع نقرات على الماوس، فيدخل المقامر إلى أماكن متخصصة بالمراهنات الرياضية، لكرة القدم، أو الهوكي، أو سباقات الخيول، بيد أن هناك عقبة تواجه الكازينوهات الافتراضية، هو أنها غير قانونية في الولايات المتحدة، وفي عدد من الدول الأخرى، ويمكننا الإشارة أيضاً، فعلى الرغم من صحة هذا الادعاء في العديد من الحالات، نراه كاذب في الكثير من الحالات الأخرى.

فرع لتعليم كيفية الحصول على المخدرات:

تتكاثر ثقافة المخدرات على الإنترنت بأشكال مختلفة، وتعد المنتديات وغرف الدردشة واحدة من هذه الطرق، وخصوصاً تلك المنتديات التي تتناول المخدرات وخصوصاً الماريجوانا بشكل ودي، وتشجع على استخدامها.. علاوة على المواقع التي تشرح أساليب زراعة ومعالجة وتعاطي المخدرات.. بل لم يعد من المستغرب أن تحصل من بعض مواقع الإنترنت على وصفات لصناعة المخدرات منزلياً، بوسائل بسيطة، ومواد أولية تباع قانونياً في كل بلدان العالم، كالموز، والفول السوداني، وغير ذلك مما يتواجد في مطابخنا..

فمواقع الماريجوانا بالمئات!! وعلى الرغم من حرص الأهالي والمربين والجهات الحكومية المهتمة بشؤون المراهقين، على مكافحة المخدرات، فإن الإنترنت تبدو سوقاً مغرية، يمكن فيها لأي شخص، أن يكتشف كيفية الحصول على المخدرات، وأن يتعلم كيفية استنشاق الهيروين والكوكائين، وأن يتعرف إلى أسعار الماريجوانا، وإلى الصيغة الكيماوية للميتافيتامين المنشط الكيماوي المعروف والأكثر انتشاراً، ولا يتطلب ذلك من المراهقين إلاّ أن ينزووا في غرفهم، ويشغلوا كمبيوتراتهم، ويدخلوا إلى الإنترنت، ويتجهوا إلى مئات المواقع المنتشرة في مختلف أنحاء العالم، وأن يشتروا عبر الشبكة المواد الأولية لصناعة المخدرات، وأن يتعرفوا إلى طرق صناعة الخلطات، ويشتروا التجهيزات اللازمة لذلك. 
وفي هذا الفرع لا يوجد موقع واحد فقط، فكما أنشأت مجلة High Times الشهرية والتي تروج لثقافة الماريجوانا منذ أكثر من عشرين عاماً، موقعاً خاصاً لها على الشبكة منذ نحو أربع سنوات، وقد صرح صاحب هذه المجلة جون هولمستروم متبجحاً: يمكن لأي شخص أن يطلق موقعاً على ويب، وهنالك المئات من المواقع التي تروّج للماريجوانا، يصعب عليَّ متابعتها.
أما الجنرال ماكافري مدير شؤون مكافحة المخدرات فيقول: ثمة مبدأ يقول إن الآراء الجيدة تطرد من طريقها الآراء الفاسدة، لكن إذا لم تتوفر آراء جيدة، فإننا سنبقى فقط مع تلك الفاسدة! والمسألة ليست حقهم في طرح هذه المسائل للنقاش، بل تكمن في السؤال: هل يعرف الآباء، والمعلمون، والتربويون، ورجالات الحكومة أصلاً بوجود هذه المعلومات؟
وتشير الدلائل إلى أنهم لا يعرفون! لأنهم أقل معرفة باستخدام الكمبيوتر من أبنائهم، ولا يتخيلون أن تحذيراتهم الدائمة يمكن أن تتهاوى أمام بضع ضربات على لوحة المفاتيح، ويضاف إلى ذلك أن الدردشات، التي يختلط فيها الجد بالهزل عموماً، تسهم في تمرير ممارسات غير قانونية بالنسبة لمختلف الأعمار، فيبدو التعامل مع المخدرات، من خلال اعترافات رواد مجالس الدردشة، ضرباً من المرح والتسلية والفكاهة، ففي إحدى غرف الدردشة، صرح طالب أمريكي في المرحلة الثانوية، بأن رحلته مع عقار LSD، كانت أروع ما عمله! وقال أحد المدمنين على الكوكائين: أنا أستمتع بالجرعة الأولى، ولا يحتاج الأمر بالنسبة لي إلا إلى اتصال هاتفي بسيط، فيصل العقار بعده، إلى حيث أنا..إنه طقس بديع، أشبه بفنجان القهوة الصباحي.
وتستطيع بذلك أن نخمّن الضرر الذي قد ينجم، ليس فقط من احتكاك الناشئة، وجهاً لوجه، مع مثل هذه النماذج، والذي قد يحدث مع زيادة التعارف، ولكن من الأحاديث الغريبة المتداولة، والتي قد تؤثر على أولئك المراهقين.
ولكن لا يجب النظر بعين واحدة، إذ ليست جميع المعلومات المتوفرة على الإنترنت تدعم المخدرات فجماعة Join Together تحارب الإدمان بشتى أنواعه، وتستعمل الإنترنت لمساعدة المدمنين على حل مشكلتهم، وتشاركهم في رحلتهم للخلاص من إدمان المخدرات والكحول، وقد صرح مسؤولون في هذا الموقع، أنَّ المشتركين يجلبون منه أكثر من 300 ألف وثيقة شهرياً، تتعلق بالكحول، والتبغ، والمخدرات. 
وتوجد من هذا القبيل، الكثير من النصائح العابرة على الإنترنت، مثل: "اقتراحات لمستهلكي ecstasy الجدد"، والمعروف أن هذا العقار منشط يقود إلى الهلوسة، وعند تجربته على القرود في اختبارات أجرتها جامعة "جون هوبكنز". أدى إلى إتلاف عقولها. 

فرع لتعليم فنون القتال:

أشار عدد من الباحثين، في مجال دراستهم للجريمة بوجود مواقع للتسلح، وماهية أثر الإنترنت في رواجها، وإلى ما تقدمه الشبكة من مصادر مهمة لاقتناء المعلومات، ليس فقط في صناعة القنابل والمتفجرات، وتعليم فنون القتال، بل وأكثر من ذلك، فبعض المواقع تلقّن روادها فنون القتال، وبعضها الآخر مثل "فردوس القناص" والذي يقدم معلومات فنية وتعبوية دقيقة عن البنادق الآلية، إضافة إلى تقديم دروساً في فن القنص. 


ويتيح هذا الموقع النموذجي إمكانية شراء أدوات للترصد الليلي، وللتنكر، وغيرها من الأدوات التي لا تلزم جميعها لقنص الحيوانات. 
وعلى نحو يشبه إعلانات السجائر في التلفزيون، الذي يوجب وضع عبارة تحذير من التدخين في نهاية الإعلان، بعد أن يكون المشاهد قد تلقى جرعة تشجيعية كبيرة للتدخين، فإن هذه المواقع تتجنب المساءلة القانونية، عبر إيراد عبارة تخلي طرفه، من قبيل: 


“For use in military and law enforcement situations”.. 
أي أن هذه المواقع، المكرسة فقط لتقديم معلومات عن فنون الرماية والقنص، وأنها توفر معلوماتها من أجل الاستخدامات العسكرية الشرعي، وحالات تنفيذ القانون، حتى أنَّ التفاصيل التي تقدمها هذه المواقع مدهشة حقاً، فهي تتجاوز في بعض الأحيان المعلومات التي تقدمها المدارس العسكرية المتخصصة في مجال القنص في ظروف الطقس المختلفة، على الأهداف المقبلة أو المدبرة، مع حركات الرياح النشطة أو الساكنة. 

فرع لتعليم أنواع الأسلحة وكيفية شرائها وبيعها:

هناك مواقع تروج وتبيع الأسلحة عبر الشبكة. وتستخدم هذه المواقع طرقاً متنوعة في البيع، فبعضها يتعاون مع متاجر حقيقية، فيما يعرض البعض الآخر أسلحة تصنعها شركة محددة.

كما أنَّ بعضها يستخدم تقنيات البيع المباشر كاملة، كغيرها من المتاجر الإلكترونية، فيما يقتصر البعض الآخر على ملء نموذج شراء، أو المراسلة بالبريد الإلكتروني، لإتمام صفقة الشراء.
وتنتشر هذه المواقع بكثرة على النت، ويكفي أن تضع عبارة صغيرة في أي محرك بحث، لتحصل على ألوف الصفحات، ليس فقط لمواقع الشراء، وإنما إلى مواقع استشارية أيضاً، تساعد في اتخاذ القرار الأمثل قبيل الشراء.


فرع للترويج الجنس الإلكتروني:

الجنس عبر الإنترنت أو الجنس الإلكتروني عبارة عن عملية تتم بين فردين مختلفي الجنس كرجل وامرأة؛ أو من نفس الجنس كرجلين أو امرأتين "المثلية الجنسية" تتم عبر وسائل الاتصال المتوافرة عبر شبكة الإنترنت، مثل: البريد الإلكتروني، أو الصور، أو الرسائل الجنسية، أو غرف الدردشة، أو المواقع الإلكترونية، ويعتبر من أنواع الجنس التخيلي، وهو يختلف عن الجنس عبر الهاتف في كونه عادةً يحدث بين أشخاص غير معروفين لبعضهم البعض ولا يحدث به تلامس بين الشخصين.

صحيح أن هذه الممارسة ممارسة خيالية خالية من الأذى الجسدي، إلا أنها تلحق الأذى في نفس الفرد فقد تؤدي به إلى إدمان هذه العادة السيئة وعدم القدرة على المضي دون ممارستها؛ كما أنه ولجلوسه الطويل أمام الكمبيوتر لممارسة هذه العادة فسيؤدي به إلى العزلة الاجتماعية بينه وبين الناس، وإصابته بالخمول وابتعاده عن النشاط.
هذا بالنسبة للكبار أما بالنسبة للأطفال فقد يؤدي إلى أخطار كبيرة من الناحية الأخلاقية خاصةً ما قد يلاقوه من محرمات إباحية على الإنترنت بأي طريقة ممكنة.
ومع تطور وسائل الإنترنت تطورت الوسائل فأصبح عن طريق كاميرا الويب أي يمكن أن يكون صوت وصورة؛ ورغم أنه كما ذكرنا سابقاً بأن هذه ممارسة إلكترونية لا يوجد ملامسة حقيقية بين الشخصين، وبذلك يضمن لممارس هذا النوع من الجنس عدم حصوله على الأمراض المنقولة جنسياً كالإيدز والهربس والسيلان وغيره من الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس إلا أنه لا يعرف ما قد يسبب من ضرر على نفسه من نواحي أخرى؛ رغم حصول الشخص على الإشباع الغريزي دون أن يتكلف بالمتاعب؛ فهذا لا يكلف الفرد إلا مجرد بطاقة شحن أو بطاقة كتلك التي تستعمل للشراء والبيع عن طريق النت.

فرع لتعليم التسول عبر الإنترنت: 

التسول الإلكتروني أو الاستجداء هو بالإنجليزية Internet begging هو النسخة الإلكترونية من التسول التقليدي الذي يقوم به البعض في الشوارع وقرب الحافلات وأمام المساجد؛ ولكن ميزة التسول عبر الإنترنت بكون المتسول هو مجهول الهوية، فلا يمكن التيقن لاسمه الحقيقي أو عمره أو مكانته الاجتماعية، وهذا الأمر سيجنبه الخزي والعار الذي قد يلحق بالمتسولين التقليديين؛ بمعنى آخر حفظ ماء الوجه من رده.

والمضحك أنه هنالك مواقع لتعليم أصول التسول على الإنترنت عن طريق المتخصصين في ذلك، ويتم التدريب على أيدي خبراء النصب التقنيين، فهؤلاء أسسوا صندوقاً للتسول عبر الإنترنت، وهي جهة تقوم بتعليم أسس التسول وكسب العيش دون أي مجهود، مبنية على النظريات العلمية الحديثة في التسول بعيداً عن المفهوم التقليدي للمتسول الفقير صاحب الملابس الممزقة، فهدف القائمين عليها - كما هو مكتوب في صفحتهم الرئيسية - "مهمتنا أن نعلمك كيف تتسول على الإنترنت" وذلك عبر منظمة Foundation for Internet Begging FIB، وهكذا تحولت ظاهرة التسول من فكرة تسويقية إلى منظمة عالمية لها العديد من الأعضاء والمواقع، والغريب في هذا الشأن أن هذه المواقع تستقبل كل يوم المزيد والمزيد من الدولارات.
وقد بدأ التسول الإلكتروني مع ظهور الإنترنت؛ وكان واضحاً من خلال الإعلانات الشخصية عن احتياجات هذا الفرد أو ذاك لمساعدة مادية بهدف المعالجة الصحية أو فتح مشروع صغير أو الحصول على مسكن؛ ثم ظهرت المواقع الشخصية واستخدم بعضها لغرض التسول، كما ظهرت منظمات للعمل الخيري تستفيد من تقنية الإنترنت لجمع الأموال والقيام بمشاريع خيرية؛ وفي أواخر التسعينات تطوّر الإنترنت بشكل كبير، مما مكّن الكثير من الناس من الاستفادة من مواقع مجانية يطلق  عليها المدونات ولا تحتاج من المدون خبرة في معرفة html أو غيرها من نظم التأليف، بل يقدم هذا النوع من المواقع بشكل جاهز جعل مهمة المتسولين عبر الإنترنت أسهل مما مضى خاصة أن الاستضافة تكون مجانية ولا تحتاج من المدون جهداً في تثبيتها. 

"لم أكن أرغب في جمع الأموال، ولكن كي أثبت جدارتي في مجال التسويق" بهذه الجملة لخص ريتش شميت هدفه من إنشاء موقع     givemedollar   ليصبح بلا فخر أول متسول إلكتروني في العالم.
ولكن بعد يونيو 2002 اكتسب التسول عبر الإنترنت سمعة سيئة حيث ظهر أكبر موقع للتسول على يد كارين بوسناك التي قالت في موقعها: "كل ما أحتاجه هو دولار واحد من عشرين ألف شخص، أو دولاران من عشرة آلاف، أو خمسة دولارات من أربعة آلاف شخص". 
قد تعتقد أن كارين بحاجة إلى هذا المبلغ لإجراء عملية جراحية لوالدتها المريضة، أو لإصلاح منزلها الآيل للسقوط؛ ولكن ليس الأمر كذلك، فهذا المبلغ هو دين تورطت فيه كارين نتيجة لاندفاعها المحموم للشراء من المحلات بواسطة بطاقة الائتمان، ورفضها إعادة ما اشترته، وهكذا اتجهت كارين إلى تسول هذا المبلغ عبر الإنترنت واستطاعت كارين أن تجمع تبرعات قيمتها 13.323 دولاراً بإضافة إلى 4.340 دولاراً من موقع ايباي نظير وضع اللوغو الخاص بموقعها على بعض المنتجات، والباقي أكملته بنفسها، وسددت الدين بالكامل. 
ومع الأيام أصبح التسول الإلكتروني لأتفه الأسباب كتكبير الثدي في أوروبا والولايات المتحدة أو اقتناء سيارة جديدة؛ أما طريقة التسول الإلكتروني في الوطن العربي والتي تنتشر بشكل كبير تكون على شكل رسائل مزعجة تصل لبريد الضحية وتوهمه بأن المرسل محتاج للمال أو مصاب بمرض خطير يحتاج إلى مبلغ كبير للعلاج؛ وغالباً ما تلعب هذه الرسائل على وتر الدين بذكر عدد من الآيات القرآنية لكي ترقق قلب المُرسل إليه الرسالة.
صحيح أن التسول الإلكتروني أحياناً يكون لأهداف معقولة كالعلاج من السرطان أو دفع أقساط فواتير طبية، أو نفقات الدراسة في الجامعة، ولكن حيناً بعض الناس قرر التسول من باب الدعابة وليس تلبية للاحتياجات الشخصية.
ولا يخلو موضوع التسول هذا من الطرافة، ففي أحد المواقع تقول المتسولة صاحبة الموقع: "يجب أن تتبرع لي بالنقود، فمجرد التفكير في أن شخص بموهبتي يمكن أن يعمل ويتعب فهذا مؤسف جداً، وقد يتسبب في إزالة طلاء أظافري"، والغريب أنه بالرغم من هذه الرسالة الاستفزازية إلا أنها تلقت بعض التبرعات وبعض التهديدات بالقتل أيضاً.
أما طرق التسول الإلكتروني فهي عديدة: كالتسول في غرف البوكر، أو غرف الدردشة بأن تقوم الفتيات أو الشباب بإيهام الطرف الآخر بالحب ثم يسرد قصة له من نسج الخيال عن معاناته الوهمية ليجبر الطرف الآخر بإرسال الأموال لهم. فنرى أن الطرق تعددت وهدف واحد وهو استجداء الأموال من الآخرين.



واليوم انتشرت ظاهرة جديدة من التسول الإلكتروني أو الاستجداء ولكن لا علاقة له بالمال، بل يطلب من الأشخاص بوضع اللايكات أو عمل شير أو إعادة نشر على صفحاتهم في الفيسبوك أو التويتر خاصة على البوستات التي يُذكر فيها بعض آيات من القرآن الكريم أو صورة ما كقولهم: "أمانة برقبتك لا تخرج قبل أن تضع لايك؛ أو من دون ما تقول الحمد لله؛ أو تقول سبحان الله" وهناك طريقة أخرى وهو بسرد قصة ما تتعلق بشيخ ما رأى في نومه كذا.... ابعثها إلى عدد كذا... لتكسب ثواب وحسنات عددها كذا وكذا...







صحيح أنه لا علاقة له بخسارة أي قرش؛ ولكنه نوع من أنواع استجداء الثواب والصدقة من الغير.








فرع تجارة بيع الأعضاء البشرية:

التبرع بالأعضاء بعد الوفاة شيء، والمتاجرة بالأعضاء قبل الوفاة شيء آخر. 
على أن هناك آلية ثالثة من خارج التبرع والمتاجرة هي الجريمة، أي الخطف والاكراه أو القتل عمداً وانتزاع الأعضاء بالقوة وتسويقها على يد مافيات متخصصّة، محلية وخارجية، يتدخل فيها الجراحون في بعض الحالات كوسطاء في العملية. 
تجارة الأعضاء هي تجارة غير قانونية، تصنف اقتصادياً كسوق سوداء، قائمة على تجارة أعضاء جسم الإنسان لأغراض مختلفة أهمها لعلاج بعض الأغنياء القادرين على دفع كلفتها المرتفعة والتي يطالب بها الوسيط دون المتبرع الذي يحصل على مبلغ قليل مما يدفعه المحتاج لتلك الأعضاء.
هناك الكثير من محاولات تجارة الأعضاء في العالم؛ وتكثر عادة هذه الحالات في الدول الفقيرة التي يرى سكانها أن بيع أعضائهم أو أعضاء موتاهم يدر عليهم دخلاً وفيراً وهم في أشد الحاجة له.


وزاد الطين بلة: الحروب وعدم الاستقرار الأمني إلى جانب الفقر وانتشار البطالة وخاصة في الدول الفقيرة كالهند واليمن ومصر والعراق ... لاستغلال الفقير وحاجته للمال؛ ومع انتشار حالات عدم الاستقرار مما يضطر عدد من الناس للجوء إلى دول أكثر أماناً فيقوم مثل هكذا تجار إلى استغلالهم لزيادة ثرواتهم؛ فمن مآسي الناس ينشط عمل المافيات الدولية في تسويق الأعضاء ذلك لدأبهم في البحث عن مصادر جديدة بأسعار مخفضة.
وليس من السهل اختراق حلقة سماسرة بيع الاعضاء البشرية، لكنهم وفق ما يقوله مقربون منهم أنهم على علاقات وطيدة بجهات صحية ومستشفيات، ويرتبطون أيضاً بأسواق العرض والطلب الخارجية. هؤلاء يرصدون الشباب الطامحين إلى مبلغ مالي كبير في أقصر وقت ممكن.
ويصرح مطلع على تفاصيل عملهم، بأنهم يملكون كشوفات يومية بعدد المستعدين لبيع أعضائهم وفحوصاتهم في انتظار ظهور طلب في السوق الداخلي أو الخارجي للتبرع.
كما أنهم يكونوا على إطلاع على كشوفات المتبرعين والمحتاجين حيث يتم تداولها على يد بعض الجراحين أيضاً الذين يتدخلون أحياناً كوسطاء في عملية البيع. والتفاهم مع شبكات بيع الأعضاء كثيراً ما يكون بسيطاً، فهم يطرحون عبر طرق شتى ما لديهم من متبرعين ويرفقون بها فحوصات الدم والانسجة، وينتظرون اتصالاً من ذوي المرضى للتفاهم على السعر الذي يتم تقاسمه عادة بين المتبرع والوسيط. 
وتعتبر مصر في طليعة الدول سيئة السمعة في مجال تجارة وبيع الأعضاء البشرية، وتنشط فيها عمليات غير قانونية في الكثير من المناطق التي تنتشر فيها حالات اختطاف الأطفال بهدف سرقة بعض أعضائهم أحياناً.
وفي بورصة لحوم البشر المصرية لكل عضو ثمن، وليس هناك أعضاء غير قابلة للبيع، والأكثر رواجاً الكلى التي يصل سعرها أحياناً الى 80 ألف دولار، والبنكرياس وسعره التجاري 40 ألفاً، والكبد الذي يتراوح سعره بين 30 و80 ألفاً.
وفي دراسة أعدها «التحالف الدولي لمكافحة تجارة الأعضاء» أن 68 في المئة من المانحين المصريين تدهورت حالتهم الصحية بعد العمليات التي أجريت لهم، و73 في المئة يعانون من ضعف في قدرتهم عل أداء وظائفهم الجسدية.
وفي تحقيق نشرته 2011 صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية أن عدد عمليات نقل الأعضاء داخل مصر يقدر بـ500 سنوياً، وأن 90 في المئة من عمليات النقل تجارية. أما التعرفة المعتمدة فتضعها عادة مافيا اللحوم البشرية العربية وغير العربية، والمستفيدون 10 آلاف مصري تقريباً في العام.

فرع لتعليم صناعة القنابل والمتفجرات:

ذكرنا سابقاً أنَّ هناك مواقع على النت تعلم صناعة المخدرات من مواد أولية تباع قانونياً في كل بلدان العالم، كالموز، والفول السوداني، وغير ذلك مما يتواجد في مطابخنا، والآن لك أن تندهش من أنَّ هناك مواقع تعلّم استخدام الموز أيضاً، لكن من أجل صناعة القنابل... ولا تستغرب ذلك فلا بدَّ لك أن قرأت أنه في عام 1996 قام طالب جامعي بابتكار طريقة سهلة لصناعة قنبلة نووية معتمداً على قصاصات من الصحف، ومعلومات من هنا وهناك، ودردشات في منتديات للحوار...



وبغض النظر عن مدى دقة أو زيف تلك القصة، فإنَّ المعلومات المتوفرة في الإنترنت، تمكن من تسهيل صناعة متفجرات، أو المواد السامة، لدرجة تجعل بإمكان أحد الفوضويين، إقلاق راحة مدينة كبيرة مثل طوكيو، على حد تعبير أحد الصحفيين! خلال تعليقه على حوادث التسمم بالغاز التي حصلت في اليابان. 



فماذا نحن فاعلون اتجاه تلك المواقع؟ 
وكيف نستطيع إغلاق تلك المدارس السيئة التي تربي لنا المجرمين؟ 
ومتى سنستطيع وقف الملفات التي يتم تبادلها في الإنترنت والتي تكون أكثرها بصورةٍ غير قانونية، والتي أضحت من أكثر الصيغ التي يبحث عنها مستخدمو الإنترنت في محركات البحث؟



0 التعليقات:

إرسال تعليق