17‏/03‏/2014

العالم الذي رفض رئاسة دولة إسرائيل



ألبرت أينشتاين كان ولا يزال، أشهر عالم فيزيائي يهودي. ولد ونشأ في ألمانيا، في عائلة غير «متدينة»، كما كان يصفها... وقال إنه توقف عن قراءة التوراة في الثانية عشرة لأنه رأى أن الكثير مما ورد فيها غير قابل للتصديق... ويقال إنه بقي دون أي ممارسة شعائرية حتى سن الأربعين... وعندما انتقل إلى الولايات المتحدة، أحيط بما يحاط به العلماء...
وفي تكريم له في لندن عام 1930 قال:  «إنني مضطهد في ألمانيا لأنني أحمر ويهودي»... وقال صاحب الحفل:  «لكنك زهري اللون ولست أحمر تماماً»  فأجاب «ولست يهودياً تماماً كذلك»
لكن أينشتاين رفض، طوال حياته، تأييد الدولة الإسرائيلية. ففي عام 1952 عرض عليه أن يتولى رئاسة دولة إسرائيل إلا أنه رفض بإصرار.
وينسب إلى بن غوريون قوله آنذاك: «لم يكن ممكناً ألا نعرض عليه الرئاسة، لكن الويل لنا لو أنه قبل»... وأما أينشتاين فقد برر الرفض بالقول: «إنني مضطر أن أقول للشعب الإسرائيلي أشياء كثيرة لا يحب سماعها».
رفض أينشتاين فكرة إقامة وطن لشعب على حساب شعب آخر. وفي كل خطبه ورسائله كان يشير إلى «فلسطين» لا إلى «إسرائيل». ويدون كتابٌ جديد جميعَ تلك الوثائق التي جرت محاولات كثيرة لحجبها. واكتشف مؤلف الكتاب، فرد جيروم، أنه حذفت من أوراق أينشتاين وسجلاته كل إشارة إلى مقابلة أجراها معه في جامعة برنستون الأستاذ محمد حسنين هيكل... حيث ينسب هيكل إلى أينشتاين قوله: إن النزاع في الشرق الأوسط هو صراع بين حقين: حق اليهود بوطن قومي وحق العرب بأرضهم. وقال «إنه يشعر بالذنب وبالحزن بسبب المأساة التي يتعرض لها الفلسطينيون في فلسطين».
يروي أينشتاين أنه تحدث إلى حاييم وايزمان عن معاناة الفلسطينيين، وعندما قال: «إن الله وعد اليهود بهذه الأرض»، علق أينشتاين قائلا: «يجب ألا نقحم الله في هذا النقاش، لأن كل فريق يرى الله إلى جانبه. وإذا كان الله هو من وعد اليهود بهذه الأرض فهو أيضاً الذي أقام العرب لها».

0 التعليقات:

إرسال تعليق