14‏/03‏/2014

فنان بريطاني يصنع متحف يحاكي مدينة أتلانتس بقاع البحر بالمكسيك




جيسون تايلور
يعتبر الفنان البريطاني جيسون تايلور رجل متعدد الهوايات وقد تأثرت أعماله بحياته المتنقلة فقد نشأ في أوروبا وأسيا بين أب إنجليزي وأم من جيانا الإنجليزية وكان هذا سبب في شغفه بالبحث والتنقيب. 
قضى تايلور معظم طفولته في ماليزيا بين الشعاب المرجانية والبحر الذي فُتن به وبالطبيعة؛ وكان هذا الحب سبباً في عمله كمدرب للغطس في شتى أرجاء العالم وعشقه للتصوير تحت الماء على الرغم من وجود مؤثرات قوية في حياته. إلا أن حب البحر وارتباطه به بقي كما هو في فترة المراهقة. 
عمل تايلور كرسام جرافيتي وأخرج طاقاته في رسم العلاقة بين الفن والبيئة وعزز اهتماماته في الرسم في الأماكن العامة. 
تخرج عام 1998 من معهد لندن للفنون وحصل على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في فن النحت والسيراميك؛ وكان عمله في كاتدرائية كانتربرى لمدة 5 سنوات درساً عملياً له في أساليب النحت التقليدي للصخر وتعامله مع المعدات المختلفة كالاوناش وغيرها.



مع هذه المجموعة المنوعة من الخبرات أصبح مؤهلاً بالخبرات المختلفة لتنفيذ مشروعه الطموح بالنحت تحت الماء وهو ما صنع اسمه فيما بعد بدلاً من نحت الصخر نحت في كتل أسمنتية شعاب مرجانية صناعية في منطقة البحر الكاريبي تحت سطح البحر وهو في بدلة الغوص تحت الماء.


«التطور الصامت» متحف ممتع وفكرة مميزة 
اعتمد مشروع الفنان البريطاني جيسون تايلور بتحويل قاع البحر بجزيرة موخيريس بارك البحرية الوطنية بالمكسيك إلى مدينة واقعية من أتلانتس ببناء بيوت تحت الماء وتماثيل نابضة بالحياة كمحاكة حقيقية للمدينة لراغبي النوم مع الأسماك. 
استغرقت أكثر من سنتان وستة أشهر في المجموع لانتهاء البناء ونقلوا من كانكون  Cancun والتي تعتبر من أفضل الأماكن السياحية في العالم إلى جزيرة موخيريس عن طريق العبارة السيارة قبل يتم استخدام رافعة 40-طن لوضعها في قاع البحر.


أما التماثيل فتم صنعها من مادة صديقة للبيئة حتى لا تسبب بأضرار للحياة البحرية  ولأول مرة يمكن أن تعتقد بأنها صور لجثث من سفينة غارقة أو مدينة موتى تم اكتشافها حديثاً.

التماثيل تصنع من مواد صديقة للبيئة تساعد على جذب المرجان
ويضم المتحف أكثر من أربعمائة تمثال بالحجم الطبيعي لأشخاص من سكان المنطقة في أوضاع مختلفة.















بداية الفكرة
بدأت الفكرة في رأس تايلور الذي صنع ثلاثة تماثيل بالحجم الطبيعي لأشخاص من سكان المنطقة، وأطلق على هذه التماثيل أسماء باللغة الأسبانية تعني: جامع الأحلام.. رجل النار.. وبستاني الأمل.
ففي 14 نوفمبر 2009 أُنزلت التماثيل الثلاثة إلى عمق عشرة أمتار بالقرب من مركز للحياة البحرية حيث تكثر الأسماك والحواجز المرجانية على أمل المساعدة في تكوين حواجز مرجانية جديدة.
لم يقف المشروع عند هذا الحد بسبب الدعم القوي الذي لقيه من السلطات المكسيكية والجهات الدولية المهتمة بالحواجز المرجانية مما شجع صاحب المشروع على تطوير الفكرة وزيادة عدد التماثيل إلى ما يزيد على الأربعمائة وعدم الاكتفاء بالتماثيل الثلاثة التي استقرت في القاع.
ويقول: إن التماثيل تعبّر عن مسيرة الإنسان منذ حضارة شعب المايان قبل آلاف السنين حتى الإنسان المعاصر، مروراً بالنقاط الفاصلة في مسيرة البشرية في تلك المنطقة من العالم؛ فهناك تمثال على سبيل المثال يحمل اسم يوم الاستقلال وتمثال آخر يحمل اسم الثورة. 
 تمثال لأحد سكان المدينة.. طريقة مبتكرة لرواية قصة حضارة
هدف المشروع
الهدف من إقامة هذا المتحف جعل المدينة مزاراً عالمياً لعشاق السباحة والغطس من جهة، وللمساعدة في بناء وتكوين حواجز مرجانية بدلاً من الحواجز الطبيعية التي تآكلت مع الأيام بسبب الإهمال من جهة، وبسبب هواة الغطس الذين كانوا يستسهلون كسر قطع المرجان وأخذها للذكرى أو لبيعها من جهة ثانية.

هواة الغطس يتوافدون من مختلف أرجاء العالم لزيارة المتحف
مدة العمل 
استغرق العمل في صنع هذه التماثيل ثمانية عشر شهراً واستخدم فيها مائة وعشرون طناً من الإسمنت المعالج لكي يقاوم عوامل التآكل وأربعمائة كيلوغرام من مادة السيليكون وثلاثة آلاف وثمانمائة غالون من الفيبرغلاس، بالإضافة إلى عشرات العمال الذين تولوا مهمة إنزال التماثيل إلى الأماكن المخصصة لها وتثبيت كل منها فوق قاعدة من الإسمنت تزن طنين لمنع التيارات المائية من جرفها.

استغرق العمل في صنعها ثمانية عشر شهراً واستخدم فيها مائة وعشرون طناً من الإسمنت
أهمية ثقافية وبيئية
تكمن الأهمية الثقافية والبيئية لهذه التماثيل في أن العشرات من العلماء والمتخصصين تعاونوا في تصميمها بحيث تكون قادرة على جذب المرجان.. كما أن مواقعها اختيرت بعناية فائقة ومدروسة بحيث تساهم في تطوير المنطقة في المستقبل لتصبح أكبر منطقة لتجمعات المرجان في العالم.




ومن المهم الإشارة إلى أن السلطات الرسمية قررت عدم استيفاء أي رسوم من السياح الذين يزاولون هواية الغطس في المنطقة، ماداموا لا يلحقون الأذى أو الضرر بالتماثيل والتجمعات المرجانية، لكنها تنصح هؤلاء الزوار بالاستعانة بخبير في الغطس كي يرافقهم أثناء جولتهم في الأعماق.

تماثيل بالحجم الطبيعي 
سواحل رائعة
يقع متحف الأعماق قبالة مدينة كانكون وجزيرة موهيرا بانتا.. أما كانكون نفسها فتقع في الجزء الشمالي من شبه جزيرة كوينتانارو المكسيكية، وتتميز بسواحلها الرائعة ومياهها شديدة الزرقة.
وتوفر المدينة لزوارها فرصة للاطّلاع على معالم نهضة ضاربة في القدم حيث كانت مركزاً لحضارة الأنكا والأزتيك والمايان التي ازدهرت قبل ثلاثة آلاف عام من جهة والتطور الحضاري والثقافي المطعم بالحضارات الأوروبية الحديثة من جهة ثانية.








وتوجد في المنطقة أربع جزر تتنافس في ما بينها على لقب الأجمل والأكثر جذباً للسياح هي: هولبوكس، موهيرا، كونتوي وكوزوميل.

عينان مفتوحتان
يوضح المختصون نقطة في غاية الأهمية وهي أن التماثيل وضعت في أماكنها بحيث يستطيع ركاب الطائرات التي تعبر أجواء المنطقة على ارتفاعات معقولة أن يروا رؤوس التماثيل، كأنها وجه بشري تتوسطه عينان مفتوحتان.


الفن والبيئة
يقول الخبراء إن التماثيل مصنوعة من الإسمنت المعالج بمواد كيميائية صديقة للبيئة مما يساعدها على جذب المرجان وتشجيعه على التكاثر في بيئة نظيفة، كما أن التماثيل في حد ذاتها تعبر عن العلاقة التفاعلية بين الفن الحديث والبيئة النظيفة.


الملاك الرمادي
يشير المهتمون إلى أن الطبيعة رحبت على طريقتها بالضيوف الجدد، وذلك بقدوم رفوف من الأسماك المعروفة باسم «الملاك الرمادي» إلى المنطقة، ولم يكن يعرف أن هذه الأسماك وُجدت في المنطقة قبل إنزال التماثيل المصنوعة من الإسمنت إلى قاع البحر.

أسماك الملاك الرمادي  ضيوف جدد في المنطقة
رسائل  من العالم
يحمل التمثال المسمى «جامع الأحلام» عشرات الزجاجات التي تحتوي كل منها على رسالة يتمنى مرسلها النجاح لهذا المشروع الرائد وقد جاءت هذه الرسائل من أنحاء العالم كافة.









0 التعليقات:

إرسال تعليق